الانتفاضة المهدوية بداية نهاية الهيمنة الامريكية
في السنين التي سبقت الاحتلال الامريكي الغاشم للعراق انفردت امريكا بالسيادة والهيمنة على العالم واصبح القرار الدولي بيدها لا ينازعها عليه احد بعد أن نجحت بتحطيم منافسها الوحيد الاتحاد السوفيتي ، وصارت الدولة الاستعمارية الاولىٰ في العالم مسخرة لخدمة الصهيونية .
وحين قررت امريكا غزو العراق عام 2003م. طلبت من مجلس الأمن الدولي التصويت على القرار حيث رفضت روسيا ذلك واستخدمت حق النقض الفيتو باعتبارها أحد الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي وفشل التصويت ، ليخرج بوش المجرم ويقول ان مصلحة امريكا وأمنها فوق قرارات مجلس الأمن وانه لا يلتزم بهذا الرفض ، وشرع بالهجوم على العراق وما هي إلا ايام حتى تم احتلال العراق فيخرج بوش ويقول اليوم العراق وغداً سورية وايران في قمة غطرسته وعنجهيته ، ليُخيم الخوف على الدول والحكومات من هذا الوحش الذي لا يستطيع أن يقف بوجه احد فتسارعت الدول لتقديم فروض الطاعة والولاء لامريكا والتزلف لكسب رضاها .
ولم يكن في حساباتهم انهم سيقعون في مستنقع العراق وان بانتظارهم قائد وجنود سيذيقونهم ذل الهزيمة ، حين جاءت الشرارة الاولى لهزيمتهم باندلاع الانتفاضة المهدوية المباركة ضد الاحتلال ولتجري على امريكا سنّة الله تعالى في الكون فتكون الانتفاضة المباركة مصداق لقوله تعالى ( حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) يونس آية 24
حيث سطر المؤمنين اروع معاني التضحية والفداء في سبيل الدين والوطن ، ولتكون الانتفاضة بداية لمقاومة شرسة بقيادة السيد القائد مقتدى الصدر (دام عزه) حتى انتهت بخروجهم مهزومين فارين من ضربات المقاومة الإسلامية الشريفة والتمرغ أنف صقور البيت الاسود بالتراب وعلى رأسهم بوش الارعن ، فولوا الدبر هاربين حين هددهم السيد القائد مقتدى الصدر (دام عزه) بمقاومة شرسة اذا لم ينسحبوا من بلاد الرافدين ، ولتكون لهذه الانتفاضة المباركة عدة نتائج عظيمة نذكر منها .
اولا :- كما اسلفنا انها كانت البداية لمقاومة باسلة انتهت بخروج الاحتلال الامريكي وحلفائه من العراق مهزومين ، وجعلت الادارة الامريكية تتخبط ولتكون في حيرة من امرها .
ثانياً :- اسقطت عظمة امريكا الزائفة واسطورة الجيش الذي لا يقهر وبدأ لجميع العالم ذلك ، حتى اصبحت الدول والمنظمات لا تخاف من امريكا وتخاطبهم سنهزمكم كما هزمتم في العراق.
ثالثاً :- اصبحت امريكا تخاف وتحذر من احتلال اي بلد بعد العراق بسبب ما حل بها من هزيمة وخسارة.
رابعاً :- تغير موازين القوى العالمية وفقدان امريكا السيطرة على القرار الدولي ، وبروز قوى اخرى تنافس امريكا دولياً وانتهاء عصر القطب الواحد كما يعّبرون.
والحمد لله رب العالمين .
